رؤية السعودية- من الصحوة إلى قمة الرياضات الإلكترونية العالمية.

المؤلف: نجيب يماني08.27.2025
رؤية السعودية- من الصحوة إلى قمة الرياضات الإلكترونية العالمية.

نستظل بظلال رؤية ملهمة، مدعومة بفكر ووعي رائد لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، بكل ما تحمله من تطلعات سامية، وآمال عريضة، ومستقبل مشرق بالمنح والعطايا الجزيلة، قطفنا من معينها ثمراً يانعاً، وتذوقنا حلاوته، وعشنا مكامن بهائه منذ بزوغ فجرها وحتى هذه اللحظة، فبفضل هذه الرؤية المباركة وما أنجزته، تحررنا من وهدة الجمود ورواسب التخلف.

لقد عايشنا جودة الحياة بكل معانيها، واستشعرنا صحوة الجمال في كافة مناحي الحياة، وهذا حق أصيل نستقبل به أيامنا القادمة بروح وثابة، وبطاقة إيجابية متجددة، مدركين تمام الإدراك أن مسايرة التقدم والتطور هو واجب حتمي في سباق الزمن، بعيداً كل البعد عن سنوات الشقاء والكآبة والأوهام العقيمة التي ولّت إلى غير رجعة.

إننا جيل اليوم، ننعم في فضاء رحب وادع وآمن ومستقر، وكأنه دقات قلب هادئة للحظة الراهنة التي نعيشها بكل تفاصيلها.

على أنغام الحفلات الموسيقية المدوية بقيادة الفنان العالمي بوست مالون، وأصداء الألعاب النارية الباهرة، وتحليق طائرات الدرون المتراقصة في السماء، ومشاركة حشود الشركات العملاقة في بوليفارد رياض سيتي، انطلقت فعاليات بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025, بشعار يعكس رسالتها الجوهرية، التي تتجسد في معاني التحدي والإصرار، والشغف الجماهيري المتأجج، وروح التنافس الشريف، والاجتهاد المستمر نحو بلوغ الذروة، وذلك بحضور آلاف المشجعين المتحمسين، ومتابعة الملايين من عشاق هذه الرياضات عبر شاشات التلفاز والإنترنت.

هذا الشغف والإقبال الجماهيري سيمتد على مدار سبعة أسابيع حافلة بالإثارة والتشويق، بجوائز مالية ضخمة تقدر بقيمة سبعين مليون دولار أمريكي، وهي الأعلى قيمة في تاريخ بطولات الرياضات الإلكترونية على مستوى العالم.

لقد تسمّرت عيناي أمام شاشة التلفاز؛ لأشهد هذه الليلة الاستثنائية بكل ما تحمله من فنون الموسيقى والمرح والأجواء المفعمة بالحيوية والنشاط على أضخم مسرح مخصص للرياضات الإلكترونية على مستوى العالم، واستمتعت أيما استمتاع بالأغنية الرسمية للبطولة التي تحمل عنوان «حتى تنزف أصابعي»، وهي مزيج فريد من أنماط موسيقية متنوعة تجمع بين موسيقى الكي بوب والهيب هوب والروك، لتعكس مدى الحماس والإثارة التي تكتنف هذا الحدث الضخم.

وقد عبّر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، عن سعادته الغامرة وفخره واعتزازه؛ لكونه جزءاً لا يتجزأ من هذا الفريق المتميز، الذي يضطلع بمهمة جليلة تتمثل في إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الناس، والعمل على توحيدهم وجمعهم على الخير والمحبة.

استضافت هذه البطولة العالمية أكثر من ألفي رياضي محترف، ومئتي فريق، وما يزيد على مئة لاعب من أبرز نجوم الرياضات الإلكترونية العالميين. وقد زار مقر البطولة أكثر من مليونين وستمائة ألف زائر من مختلف أنحاء العالم.

لقد سطّرت الرياضات الإلكترونية قصة نجاح باهرة ومميزة منذ تأسيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية في عام 2017، والذي يهدف إلى رعاية وتنمية مجتمع الألعاب الإلكترونية في المملكة العربية السعودية، وإيجاد بيئة محفزة تساعد في صقل مهارات نخبة اللاعبين السعوديين، وتمكينهم من المنافسة بكل قوة واقتدار في مختلف البطولات العالمية.

وقد تأكد وتجسد الدور الريادي والمحوري للمملكة العربية السعودية في هذا القطاع الرياضي الحيوي في النسخة الافتتاحية التي استضافتها مدينة الرياض عام 2024.

أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز الفيصل، وزير الرياضة، أن إعلان استضافة المملكة لهذا الحدث العالمي الكبير ما هو إلا امتداد وتجسيد للدعم اللامحدود الذي تحظى به الرياضة في المملكة من قبل القيادة الرشيدة، والمتابعة الدؤوبة والمستمرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي مكننا من المضي قدماً نحو الأمام في الاستمرار في استضافة مثل هذه الفعاليات الدولية الكبرى، وأن المملكة العربية السعودية أصبحت بحق موطناً للرياضات المختلفة، وهذا ما يشهده ويلمسه العالم أجمع.

إن هذه الاستضافة وما تتضمنه من فعاليات وأحداث ومستويات عالية من الإثارة والتشويق، تثبت للعالم أجمع أننا نحلم ونسعى جاهدين لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا على أرض الواقع، وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك مكانة المملكة العربية السعودية وثقلها العالمي المسجل في صفحات التاريخ، وأنها قادرة على استضافة أكبر الأحداث الرياضية والعالمية، فهي الملاذ الآمن للجميع والحصن المنيع الذي لا يتزعزع.

فلتهنأ ساحة أرينا في قلب بوليفارد رياض سيتي وزوارها الكرام بأجواء الإثارة والتشويق التي تكتنف منافسات بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 وفعالياتها المصاحبة المبهجة.

أوضح الرئيس التنفيذي للعمليات في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، مايك ماكيب، أن هذه البطولة تمثل احتفالاً عالميّاً بروح الوحدة والتكاتف، حيث يلتقي الإبداع والثقافة والرياضة على أكبر منصة عالمية، وأضاف أن الموسيقى الرسمية للبطولة بما تحمله من أنغام وألحان مبهجة قد أضفت، بتناغمها الجميل مع حفل الافتتاح، بعداً خاصّاً لهوية هذا الحدث الرياضي الكبير، معبّرةً عن روح الشغف والأجواء الحماسية التي تجمع بين الموسيقى والرياضات الإلكترونية، مما يمهد الطريق أمام صيف حافل بالإثارة والذكريات الجميلة التي لا تُنسى.

على شاطئ بحر الرؤية العميق، المليء بالمعجزات الخارقة، أقف عاجزاً تماماً عن صياغة كلمات تصف هذا المشهد الباهر، أو تحرير معنى يقارب عظمة هذا الإنجاز، أو كتابة حروف تفي سمو هذا المقام.

فلا يسعفني في هذه اللحظة إلا أن يعقد لساني من فرط الدهشة والإعجاب، وأن أستحسن الصمت تعبيراً عن مدى تقديري وإجلالي، وأن أتأمل بإمعان صنيع ولي العهد الأمين، الذي قلب كل الموازين، وغيّر المفاهيم النمطية، وحرّك المياه الراكدة، وأعاد تنظيم حياتنا وفق أسس «رؤية» راسخة كجبل «طويق» الشامخ، ومستشرفة بهمة عالية لا ترضى بديلاً عن القمة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة